عرض بوم الذهبي ينتهي في
يوم
ساعة
دقيقة
ثانية
الأخطاء الشائعة التي يقع فيها المؤثرين الجدد وكيفية تجنبها

الأخطاء الشائعة التي يقع فيها المؤثرين الجدد وكيفية تجنبها

5 أكتوبر، 2025 •
1 دقيقة قراءة

لم يعد حلم أن تصبح مؤثرًا على وسائل التواصل الاجتماعي بعيد المنال كما كان في السابق. اليوم، يكفي أن تملك حسابًا على إنستغرام أو تيك توك وتبدأ بنشر المحتوى لتدخل السباق. لكن ما لا يعرفه كثير من المؤثرين الجدد هو أن هذه البداية البسيطة قد تخفي وراءها مجموعة من التحديات، وأن الأخطاء الصغيرة التي يقعون فيها قد تُفقدهم فرص كبيرة. ومع تزايد أهمية التسويق عبر المؤثرين. البعض ينجح بسرعة بفضل محتوى مميز أو شخصية جذابة، بينما يواجه آخرون صعوبات تجعل مسيرتهم تتوقف قبل أن تبدأ. السبب غالبًا ليس في قلة الموهبة، بل في الأخطاء الشائعة التي يقع فيها المؤثرين الجدد. في هذا المقال نستعرض أبرز هذه الأخطاء، مع تقديم نصائح عملية تساعد على تجنبها وبناء مسيرة مؤثرة ناجحة.

البدايات المربكة

أول ما يواجهه المؤثر الجديد هو الحيرة في تحديد هويته الرقمية. فغالبًا ما يبدأ بنشر أي شيء يراه مناسبًا: يوميات، فيديو مضحك، تجربة منتج، أو حتى نصيحة عابرة. هذا التشتت يترك الجمهور في حالة ارتباك: من هو هذا الشخص وما الذي يقدمه؟. غياب الهوية الواضحة يجعل من الصعب تكوين قاعدة متابعين وفية، ويترك الانطباع بأن المحتوى عشوائي وغير مدروس. لذلك حدد مجال اهتمامك منذ البداية، سواء كان لياقة بدنية، طبخ، سفر، أو محتوى تعليمي. لا يعني ذلك أن تكون محصورًا في زاوية ضيقة، لكن وجود هوية واضحة يسهل على الناس فهم شخصيتك وما تقدمه.

فخ الأرقام

مع أول مئة أو ألف متابع، يدخل كثير من المبتدئين في سباق لا ينتهي نحو الأرقام. يبدأون في مقارنة أنفسهم بغيرهم، ويعتبرون أن النجاح يُقاس بعدد المتابعين فقط. المشكلة أن هذا التفكير يقود إلى طرق مختصرة مثل شراء المتابعين أو التركيز على المحتوى السطحي الذي يجذب الإعجابات السريعة دون قيمة حقيقية. النتيجة؟ جمهور غير متفاعل وعلامات تجارية تتردد في التعاون معهم. ابنِ محتوى قوي، وستأتي الأرقام لاحقًا. التفاعل الجيد من جمهور صغير أفضل بكثير من جمهور ضخم غير مهتم.

إعلانات بلا معنى

ما إن يبدأ المؤثر الجديد في جذب بعض الانتباه حتى تنهال عليه فرص صغيرة للترويج لمنتجات وخدمات. وهنا يقع الخطأ الكبير: قبول أي إعلان دون اعتبار للتوافق مع الهوية أو الجمهور. قد ترى مؤثرًا في مجال الصحة يروج فجأة لمشروب غازي مليء بالسكر، أو مؤثرة في الموضة تعلن عن تطبيق ألعاب لا علاقة له بمحتواها. هذه الخطوات تضعف المصداقية، وتجعل الجمهور يشعر أن الهدف الوحيد هو المكسب المادي. اختر الإعلانات بعناية، بحيث تتناسب مع هويتك وقيمك. الترويج لمنتجات لا تؤمن بها قد يمنحك ربحًا مؤقتًا، لكنه يضر بمصداقيتك على المدى الطويل.

غياب التفاعل الإنساني

كثير من المبتدئين يظنون أن دورهم يقتصر على نشر المحتوى فقط، متجاهلين الجانب الأهم: التفاعل مع الناس. التعليقات تُترك دون ردود، والرسائل لا يُلتفت إليها، مما يمنح الانطباع بأن المؤثر يعيش في برج عاجي بعيد عن متابعيه. هذا الفتور يفقدهم الرابط العاطفي الذي يعتبر أساس قوة المؤثر على المنصات. عامل متابعيك كأصدقاء، شاركهم النقاشات، ورد على أسئلتهم، واظهر امتنانك لدعمهم. هذا يخلق ولاء على المدى الطويل.

نسخة طبق الأصل

لأن الطريق يبدو مجهولًا، يلجأ المؤثر الجديد عادة إلى تقليد من سبقوه. قد ينجح هذا التقليد لفترة قصيرة، لكنه سرعان ما يكشف عن غياب الشخصية الأصلية. المشكلة أن الجمهور لا يحتاج إلى نسخة أخرى من مؤثر ناجح، بل يبحث عن شيء جديد يميزه. التقليد المفرط يجعل المحتوى فاقدًا للروح، مهما كان متقنًا تقنيًا. استلهم الأفكار، لكن ضع لمستك الخاصة. شخصيتك هي ما يميزك، والجمهور يتابعك لأجلك أنت، لا لأنك تكرر ما يفعله الآخرون.

الانقطاع المفاجئ

كثيرًا ما يبدأ المبتدئ بحماس كبير، ينشر يوميًا أو حتى أكثر، ثم فجأة يختفي لأسابيع أو أشهر. هذا الانقطاع المستمر يجعل الجمهور ينسى بسرعة، فالمنصات الرقمية لا ترحم الغائب. في عالم مليء بالخيارات، يغيب من لا يملك خطة أو استمرارية، ويُستبدل بآخر أكثر حضورًا. ضع خطة محتوى أسبوعية أو شهرية، وحدد أوقات ثابتة للنشر. الاستمرارية أهم من الكمال، والمحتوى المنتظم يبني علاقة طويلة مع المتابعين.

تجاهل طبيعة المنصات

خطأ آخر شائع هو التعامل مع جميع المنصات بنفس الأسلوب. المؤثر الجديد قد يكرر نفس الفيديو على إنستغرام، تيك توك، ويوتيوب، دون تعديل ليتناسب مع طبيعة كل منصة وجمهورها. والنتيجة: محتوى ضعيف الأداء لأنه لم يُصمم ليتماشى مع بيئة النشر. ادرس المنصات جيدًا. ما يصلح لتيك توك قد لا ينجح في لينكدإن. خصص محتواك بما يتناسب مع طبيعة كل منصة.

غياب التطوير الذاتي

البعض يظن أن امتلاك كاميرا جيدة أو هاتف حديث يكفي لبناء محتوى قوي. لكن الواقع مختلف؛ فالمؤثر يحتاج إلى مهارات في التصوير، التحرير، كتابة النصوص، وفهم استراتيجيات التسويق. تجاهل هذا التطوير يجعل المحتوى متواضعًا أمام المنافسين الذين يستثمرون في تعلم وتطوير أدواتهم. استثمر في نفسك. تعلم مهارات جديدة باستمرار، احضر ورش عمل، تابع التطورات في مجالك. كلما تطورت، زادت فرصك في البقاء مميزًا وسط المنافسة.

فقدان الشفافية

من أكثر الأمور التي تطيح بمسيرة المؤثرين الجدد هو غياب الصراحة. حين يبالغ أحدهم في مدح منتج لمجرد أنه إعلان مدفوع، أو يخفي حقيقة أنه يتقاضى أجرًا، فإن الجمهور يلتقط هذه الإشارات بسرعة. وعندما تنهار الثقة، تنهار معها كل فرص النمو. كن صريحًا ووضح ما إذا كان الإعلان مدفوع. الشفافية لا تقلل من قيمة المحتوى، بل تزيد من مصداقيتك.

المخاطر القانونية والأخلاقية

وفي خضم الحماس، قد يتجاهل المؤثر الجديد القوانين والاعتبارات الأخلاقية. استخدام موسيقى محمية، نشر محتوى منقول دون إذن، أو تجاوز القيم الاجتماعية في سبيل جذب الانتباه؛ كلها خطوات قصيرة المدى لكنها تحمل مخاطر طويلة الأجل، سواء في صورة مشاكل قانونية أو سمعة يصعب إصلاحها. افهم القوانين الأساسية لحقوق النشر والإعلان. التزم بالأخلاقيات، ولا تنشر شيئًا قد يسبب لك مشاكل مستقبلية.

ختامًا

أن تصبح مؤثر ناجح ليس مجرد صدفة أو حظ، بل هو مزيج من هوية واضحة، محتوى مميز، تفاعل صادق، وخيارات واعية. رحلة المؤثر الجديد مليئة بالتجارب، والأخطاء جزء طبيعي من هذه المسيرة، لكن المشكلة تبدأ عندما تتحول الأخطاء إلى نمط متكرر. النجاح الحقيقي لا يأتي من السعي وراء الأرقام أو التقليد، بل من بناء هوية أصيلة. إن المؤثر الذي ينجح على المدى الطويل هو من يدرك أن الثقة أغلى من أي إعلان، وأن الاستمرارية أهم من الضجة المؤقتة، وأن شخصية واحدة صادقة تترك أثرًا أعمق من ألف نسخة مكررة.

WhatsApp Icon