دور المؤثرين في التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي
دور المؤثرين في التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي

في السنوات الأخيرة، شهدنا تحوّلًا جذريًا في الطريقة التي تتواصل بها العلامات التجارية مع جمهورها. لم تعد الإعلانات التلفزيونية أو اللوحات الإعلانية كافية، بل أصبح دور المؤثرين في التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي جزء أساسي من استراتيجيات التسويق الرقمي، خاصة لدى العلامات التي تبحث عن التفاعل والثقة والانتشار الحقيقي، فما هو سرّ تأثيرهم؟ ولماذا تعتمد عليهم العلامات اليوم؟ وكيف يمكن استغلال حضورهم بشكل فعّال دون أن يتحوّل الأمر إلى إعلان ممل؟ 

من هم مؤثرين السوشال ميديا؟

المقصود بـ”المؤين” هنا ليس فقط الفنانين أو الرياضيين العالميين، بل يشمل أيضًا صنّاع المحتوى الذين بنوا حضور قوي في مجالات متعددة مثل: التجميل، اللياقة، التعليم، الألعاب، الأكل، السفر نمط الحياة، وغيرها. بعضهم يملك ملايين المتابعين، والبعض الآخر يملك جمهور أصغر ، ولكن أكثر تخصصًا وتفاعلًا وهنا تكمن القوة الحقيقية أحيانًا.

لماذا يُعد المؤثرين أداة تسويقية فعالة؟

السبب الأول هو الثقة. الناس تتفاعل مع الأشخاص أكثر من تفاعلها مع العلامات. فعندما يشارك المؤثر تجربته مع منتج معين، يثق المتابعين بأنه “يعبر عن رأيه الشخصي”. والسبب الثاني هو التأثير العاطفي. الجمهور يرتبط بالمؤثرين عاطفيًا، يقلّدهم، ويتأثر بقراراتهم. بالتالي، عندما يستخدم المؤثر منتج معين أو يوصي به، تزيد احتمالية شرائه. السبب الثالث هو سرعة الوصول والانتشار. فيديو واحد قد يصل إلى ملايين المشاهدات خلال ساعات، وهذا لا يحدث غالبًا مع الإعلانات التقليدية.

كيف يغيّر المؤثرين شكل التسويق؟

  1. التحول من الإعلانات إلى القصص
    بدلًا من ظهور الإعلان بشكل مباشر، أصبح المؤثر يدمج المنتج داخل روتين حياته اليومي، بأسلوب أقرب إلى عقل وقلب الجمهور، لكي لا يبدو كمحتوى دعائي، بل “نصيحة من شخص مقرّب”.
  2. بناء هوية العلامة من خلال شخصية المؤثر
    عندما تختار علامة تجارية شخص معيّن ليكون واجهتها، فهي ترتبط بقيمه، وشخصيته، وطريقته في الكلام والتفاعل. وهذا يضيف للعلامة “ملامح بشرية” تسهّل على الجمهور التفاعل معها.
  3. الوصول الدقيق للجمهور
    كل مؤثر يملك شريحة جمهور محددة، وهذا يمنح العلامات فرصة للوصول إلى جمهور دقيق وفعّال دون هدر الميزانية. فمثلًا، مؤثرة مختصة في الأمومة تجذب جمهور الأمهات. وآخر يهتم بالرياضة يجذب جمهور شغوف باللياقة. هذا النوع من الاستهداف لا يمكن تحقيقه بسهولة عبر الإعلانات العامة.

أنواع التعاون بين المؤثرين والعلامات التجارية

التعاون لا يقتصر فقط على “بوست مدفوع”، بل يمكن أن يأخذ أشكالًا مختلفة، منها:

  • تجربة منتج أو خدمة: يشارك المؤثر تجربته الشخصية مع المنتج، بإيجابياتها وسلبياتها.
  • الظهور في قصة أو مشهد تمثيلي: يتم دمج المنتج داخل سيناريو مرح أو درامي.
  • مراجعة مقارنة: يوضّح الفرق بين منتج العلامة ومنتجات أخرى بطريقة مقنعة.
  • تحديات وترندات: يطلق المؤثر ترند أو حملة باسم العلامة.
  • كود خصم حصري: يمنح المتابعين كود خصم خاص.

إحصائيات تؤكد قوة تأثيرهم

  • بحسب تقرير HubSpot لعام 2024. أفاد 61% من المستهلكين بأن توصية المؤثرين على مواقع التواصل تؤثر في قراراتهم الشرائية.
  • حملات التسويق عبر المؤثرين تحقق عائد استثمار أعلى بـ 11 مرة من الإعلانات المدفوعة التقليدية.
  • %74 من مستخدمي تيك توك اشتروا منتجًا بعد أن شاهدوه في فيديو  مؤثر يثقون به.

التحديات: هل التسويق عبر المؤثرين دائمًا ناجح؟

رغم كل الإيجابيات، هناك بعض التحديات:

  • اختيار المؤثر الخاطئ قد يضر بالعلامة أكثر مما ينفعها، خصوصًا إذا لم يكن صادقًا أو لا يتماشى مع قيم البراند.
  • تضارب الشراكات في حال تعاون نفس المؤثر مع علامات متنافسة، يفقد مصداقيته أمام الجمهور.
  • إجبار المشهور على قراءة نص مكتوب يقلل من التفاعل ويكشف أن الإعلان غير حقيقي.

كيف تستفيد العلامات من قوة المؤثرين بشكل ذكي؟

  1. ابدأ بهدف واضح: هل الهدف رفع الوعي؟ زيادة المبيعات؟ بناء الثقة؟
  2. اختر الشخص المناسب: لا تغتر بعدد المتابعين، بل ركّز على التفاعل، ونوعية الجمهور، وتناسق الأسلوب.
  3. اسمح له بالتعبير بأسلوبه: لا تحصره في نص جامد.
  4. حلل النتائج: راقب عدد المشاهدات، التفاعل، التحويلات، وكود الخصم إن وُجد.
  5. ادمج التسويق مع الإعلانات: بعد تعاون مع مشهور، اطلق حملة إعلانية لإعادة استهداف المهتمين وتحقيق المبيعات.

هل تبحث عن الطريقة الأمثل للتعاون مع المؤثرين؟

مع أن التسويق عبر المؤثرين يحمل فرصًا كبيرة، إلا أن اختيار الشخص المناسب، وتنسيق المحتوى، ومتابعة الأداء يتطلب خبرة واحترافية. وهنا يبرز دور بووم يو جي سي، المنصة المتخصصة في ربط العلامات التجارية بأفضل صُنّاع المحتوى والمؤثرين على مختلف منصات التواصل.

في بووم، لا نكتفي باقتراح مشهور، بل نختار الأنسب لجمهورك، ونساعدك على إنتاج محتوى أصيل، عفوي يخدم أهدافك التسويقية. نتابع أداء الحملة، ونقدم تقارير دقيقة توضح التأثير، وتحوّل المتابعين إلى عملاء فعليين. سواءً كانت العلامة جديدة، أو علامة معروفة تطمح للتوسّع.

الخلاصة

دور المؤثرين في التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي لم يعد رفاهية، بل أصبح عنصر جوهري في الوصول إلى الجمهور الحديث الذي يرفض الرسائل الدعائية المباشرة، ويتجاوب مع القصة، والتجربة، والإنسان خلف المنتج. العلامات الذكية اليوم لا تبحث عن إعلان مدفوع، بل عن صوت حقيقي يعبّر عنها.
وإذا عرفت كيف تختار هذا الصوت وتوجهه، ستكسب جمهورًا مخلصًا، ومبيعات متصاعدة، وصورة علامة لا تُنسى.

WhatsApp Icon